في أوروبا وآسيا وأفريقيا كان يعيش اسلاف الانسان الحديث ذوات حجم المخ الكبيروذلك قبل نحو 125,000سنة مضت ، وفي أوروبا والشرق الأوسط عاش شبيه الانسان (النياندرثال) ولكنهم كانوا أقوى بنية ،وفى شرق أسيا عاشت السلالة الأخيرة من الإنسان المنتصب والتى تطور حجم المخ لديها ليصل لحجم مخ النياندرثال والانسان الحديث , وفى افريقيا عاش أجدادنا :أول سلاله للأنسان الحديث (الانسان العاقل) . انفجار في التعبير الفني : يبدو أن هناك شيء كان فريدا من نوعه في طريقة تفكير الانسان الحديث والتى تناقضت مع الكائنات شبيهة الإنسان الأخرى: فأينما ذهب الإنسان الحديث ترك خلفة أعمالا فنية . وأقرب مثال على العمل الفني يأتي من بلومبوس كهف في جنوب أفريقيا، يعود تاريخها إلى ما بين 10,000-70,000 سنه مضت. ولكن قبل 40,000 سنة، والإنسان الحديث توسع في جميع أنحاء أوروبا، وآسيا، وأستراليا،ومنذ ذلك الوقت ونحن نرى انفجاراته الفنية في شكل التماثيل البشرية والحيوانية، وحلى الجسم والديكور، ولوحات الكهوف. وواحدة من السمات البارزة لفن الإنسان الحديث في وقت مبكر هو أننا يمكن أن نرى أساليبه الفنية متشابهة على الاطراف الاخرى من العالم مع بعضها البعض. على سبيل المثال المرسام الذى كان على شكل كف اليد ، والذى تشكل بوضع كف اليد على جدران الكهوف ورش الطلاء حول اليد، ويمكن الاطلاع على هذة الاعمال فى كاستيو كهف في إسبانيا، وفي ماروس كهف في إندونيسيا، وفي كويفا دي لوس مانوس في الأرجنتين. وفي أوروبا، لا يمكننا التأكد ١٠٠٪ من أن كل الاعمال الفنية قام بها الإنسان الحديث لأن البشر البدائيون كانوا يحتلون نفس المنطقة , في الواقع الحلي المزخرفة التي عثر عليها في كهف دورين في فرنسا كانت على الأرجح من صنع البشر البدائيون. (Ref.) وهو ما يعنى انه ربما كان البشر البدائيون فى مرحله تطوير الحس الفنى ، أو قاموا بنسخ ثقافة الانسان الحديث الذى وصل مؤخرا ، أو من خلال التزاوج مع الانسان الحديث، حتى حصلوا على بعض الجينات البشرية للتعبير الفني. المستوطنات البشرية في الأمريكتين : خلال العصر الجليدي الأخير، كانت مستويات البحر أقل بكثير مما هى عليه اليوم والأمريكتين كانتا متصلتين بآسيا عبر الجسر البري المعروف بأسم بيرنجيا. وعن طريق استخدام هذا الجسر البري كان من الممكن حرفيا العبور من سيبيريا الى ألاسكا. والدليل المزعوم هوا وجود عظام ماموث قد شكلها الانسان في كهف بلو فش والتى تشير إلى أن أول البشر قد وصل الى ألاسكا في وقت مبكر قبل 28,000 سنة. ولكن خلال أبرد فترات العصر الجليدي تم حجب الطريق من ألاسكا إلى بقية أمريكا والتي سببه تكون نهر جليدي ضخم يعرف باسم الغطاء الجليدي (لورينتدى) . (انظر خريطة ٦ - قبل 20,000 سنة), ومنذ حوالي 16,000 سنة بدأت صفائح الجليد في الانكماش مع ارتفاع درجات الحرارة، وهذا فى النهاية أدى الى ظهور طريقين لهجرة الإنسان لاول مرة الى بقية أمريكا: وهما الطريق الساحلي والطريق الداخلي . (انظر خريطة ٧ - قبل 15,000 سنة). ومما يلفت النظر , البعد الذى وصل اليه البشر داخل الأمريكتين على مدى بضع آلاف السنين. حيث استوطنوا جنوبا حتى وصلوا للطرف الجنوبي لشيلي بين 12,000-13,000 سنه مضت. (انظر خريطة ٨ - قبل 12,000 سنة ) فى الخرائط السابقة سوف تجد موقع بيدرا فيرادا في البرازيل . معظم الأدوات ولوحات الكهوف هنا يعود تأريخها الى ال 10,000 سنه الاخيرة. ولكن بعض الفحم داخل الملاجئ الصخرية يمكن تأريخة من خلال الكربون المشع إلى ما قبل 48,000 سنة (Guidon). وإذا تم إنشاء هذه الفحم من الحرائق التي هي من صنع الإنسان، فإنه سيدفع المستوطنات البشرية فى الأمريكتين إلى الوراء 30,000 سنة. على الرغم من ان بعض علماء الآثار أشارو إلى أن الفحم قد نتج من قبل الحرائق الطبيعية. (Melzer) الثورة الزراعية : كانت بدايتها قبل حوالي 11,000 سنة مضت ، حيث بدأ الانسان الحديث فى أنتقاء، وتربية، وتهجين النباتات والحيوانات. وحدثت التنميه الزراعية عدة مرات بشكل مستقل، أولا في منطقة الهلال الخصيب في الشرق الأوسط منذ حوالي 11,000 سنة حيث تحولت زراعة الحبوب البرية الى القمح والشعير. بعد ذلك ومنذ 9,000 سنة مضت ، كان يزرع الأرز في الصين، والموز وقصب السكر في مرتفعات غينيا الجديدة. (انظر خريطة ٩ – 10,000 سنة مضت). وعلى مدى آلاف السنيين ، فإن الزراعة بدأت تتشكل في أماكن جديدة وانتشرت في مناطق جديدة متفرقة . وقد تم تنميتها بشكل مستقل في الأمريكتين حيث زراعة الذرة، وزراعة القمح وبالكاد انتشرت من الشرق الأدنى إلى أوروبا. وفي أكثر المناطق القاحلة في شمال أفريقيا، والجزيره العربية، وآسيا الوسطى كان رعى الماشية المستأنسة من أغنام وخيول. (انظر الخريطة ١٠ - منذ 7,000 سنة). وهكذا حولت البشرية نفسها من مجرد حيوان مفترس الى منتج . والزراعة والرعى هنا لا يعنيان فقط زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، ولكن أيضا اختيار الاكبر، والاقوى والاكثر قيمه غذائية من العينات وتربيتها لهم على مدى قرون عديدة لإنتاج المزيد والأكثر فائدة من النباتات والحيوانات. وفي الواقع غالبية الأطعمة والحيوانات التي يتغذى عليها الانسان اليوم هي مختلفة بشكل ملحوظ عن أسلافها البرية لأنها تم تربيتها من قبل البشر لتعظيم حجمها وقيمتها الغذائية وذلك على مدى فترات طويلة. تعتبر الثورة الزراعية نقطة تحول كبرى في تاريخ البشرية لعدة أسباب:أولها أنه سمح للبشر بألاستقرار في قرى دائمة، وتكوين مجتمعات أكثر تعقيدا لأنها تتطلب التعاون بين مجموعات كبيره ، وأنها تنتج وفرة من فائض المواد الغذائية والذي أدى الى زياده كبيره فى النمو السكاني وسمح للاشخاص بالتخصص في مهن أخرى بعيدا عن الإنتاج الغذائي، مثل الحرفيين والبنائين، والجنود، والكهنة، وما إلى ذلك. وقد تحولت القرى إلى بلدان ثم إلى مدن , ونمت حتى كونت مجتمعات اول دولة ذات حضارة متقدمة. (انظر الخريطة ١١ - منذ 4,000 سنة) |