عصر الانسان العاقل

أنقر فوق التاريخ على خط الزمن

إذهب إلى عصر الإنسان المنتصب



قم بتمرير مؤشر الفأرة على ميزات الخريطة للمزيد من المعلومات
خريطة الانسان العاقل
Share

في أوروبا وآسيا وأفريقيا كان يعيش اسلاف الانسان الحديث ذوات حجم المخ الكبيروذلك قبل نحو 125,000سنة مضت ، وفي أوروبا والشرق الأوسط عاش شبيه الانسان (النياندرثال) ولكنهم كانوا أقوى بنية ،وفى شرق أسيا عاشت السلالة الأخيرة من الإنسان المنتصب والتى تطور حجم المخ لديها ليصل لحجم مخ النياندرثال والانسان الحديث , وفى افريقيا عاش أجدادنا :أول سلاله للأنسان الحديث (الانسان العاقل) .

أجدادنا يتركون أفريقيا :
أول دليل على ترك الجنس البشرى أفريقيا يأتي من الأدوات الحجرية المتقدمة التى وجدت في جبل فايا في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعود تاريخها الى ما بين 125-90 الف سنه مضت .وهذه الأدوات هي مطابقه لتلك الادوات التي صنعها الانسان الحديث (الهوموسيبين ) نفس الوقت في أفريقيا. (انظر الخريطة 1 - قبل 125,000 سنة).هناك دليل أقوى يأتي من البقايا الفعليه للهيكل العظمي للانسان الحديث والتى لا تزال موجودة في إسرائيل في كل من كهفى سخول وكافزية والتي يعود تاريخها إلى ما بين 115-90 الف سنة مضت . (انظر الخريطة ٢ - قبل 90,000 سنه) و كان النياندرثال أيضا موجودون في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، وهناك دلائل على ان الانسان الحديث الهوموسيبين قد تقاتل وتناسل معهم. الأدلة على هذا الصراع تأتي من بقايا إنسان نياندرثال التى عثر عليها في كهف شاندر في العراق حيث وجد أن واحد من الهياكل العظمية لانسان نياندرثال البدائي كان لديه جرح والذى كان نتيجة أستخدام سلاح يسمى القذيفة والذى كان معروف ان الانسان الحديث أستخدمة في ذلك الوقت. والدليل على التزاوج يأتي من دراسات للحمض النووى :كل البشر المعاصرين خارج أفريقيا لديهم كميات صغيرة من الحمض النووى (Churchill) لنياندرثال حوالى ١ - ٤٪ مما يوحى بأن الانسان العاقل فى الشرق الاوسط قد تزواج مع النياندرثال فى هذه الفتره المبكرة وقبل أن يهاجر الى أوروبا وبقية اسيا. (Lohse)

: الهجره الى شرق اسيا واستراليا :
قبل نحو 60000 الف سنه كان الانسان الحديث الهوموسيبين قد وصل الى مناطق فى جنوب اسيا , والحفريات التى وجدت فى "ليوجانج" فى جنوب الصين تبين ان الانسان الحديث قد وصل لهذه المناطق فى وقت مبكر قبل حوالى 68,000 سنه (انظر الخريطه ٣ – قبل 60,000 سنه ) وكان هناك حوالى اثنين على الاقل من اسلاف الانسان الاخرى التى تعيش فى جنوب شرق اسيا فى ذلك الوقت , فى جزيره فلوريس فى اندونيسيا عاش الهوموفلوريس :وهم اسلاف للانسان الحديث وكانوا قصيري القامة وعرفوا بالعاميه بأسم "الهوبيت" وفى اماكن اخرى فى اسيا عاش دينسوفانز الغامض وحتى وقتنا الحاضر لم يتم العثور على هيكل عظمى كامل لي دينسوفانز ولذلك كان من الصعب معرفه اشكالهم .ولكن من خلال الحمض النووى لاسنان لي دنسوفانز تم الكشف على انهم كانوا مرتبطين بالنياندرثال , كما تم التاكيد لحد كبير على ان الانسان الحديث قد تناسل مع الدينسوفانز وتصل النسبه المشتركه فى الحمض النووى للمنحدرين من منطقة اوشينيا الى ٥ ٪, والمنحدرين من المستوطنيين الاوائل للفلبين تصل الى ٣ ٪.وهذا يشير الى ان الانسان الحديث يمكن ان يكون قد تناسل مع ديانسوفانز فى مكان ما جنوب شرق اسيا ,وبعد ذلك ذهب لاستعمار الفلبين وغينيا الجديده واستراليا .
ونتيجه لانخفاض منسوب مياه البحر فى ذلك الوقت تم اتصال غينيا الجديده واستراليا عبر جسر برى وشكلت مساحه واحده تسمى" سهول"
وبالمثل تم ربط معظم الجزر الاندونيسيه بباقى دول اسيا وشكلت شبه الجزيره المعروفه بأسم "سوندا" ولكن سوندا وسهول كان لايزال يفصلها حاجز مائى ,وهذا يعنى ان اول انسان استقر فى سهول كان حوالى قبل 40,000 سنه مضت , ويجب ان يكون قد استخدم قوارب للوصول اليها (انظر الخريطه رقم ٤ منذ 40,000 سنه .)

المستوطنات البشريه فى أوروبا وزوال البشر البدائيون :

بالمقارنه مع جمجمه بشريه جمجمه للانسان البدائى
(اليمين) بالمقارنه مع جمجمه بشريه ( اليسار )جمجمه للانسان البدائى
في نفس الوقت الذى أستقر فيه الانسان الحديث فى أستراليا ، أو ربما فى وقت لاحق ، وصل الانسان الحديث لاوروبا وأستقر بها . لحوالي 10,000 سنة وتقاسم الانسان الحديث والبشر البدائيون أوروبا، وهناك أدلة أيضا أنهم تعايشوا مع بعضهم البعض. (Tattersall) وفي ملادليك, كيوسلوفينا ولاجارفيلهو تم العثور على بقايا الإنسان العاقل مع بعض خصائص الإنسان البدائي. (Duarte) ( انظر الخريطة ٥ - قبل 30,000 سنة، وخريطة ٦ - قبل 20,000 سنة) ولكن قبل حوالي 29,000 سنة مضت، أختفت بقايا الانسان البدائى الاصلى .و سبب وفاة البشر البدائيون واختفائهم غير واضح. ولكن حيث انهم عاشوا في أوروبا لمئات الآلاف من السنين وانقرضوا منذ حوالى 10,000 سنه من وصول الانسان الحديث لاوروبا ، فإنه يبدو من المعقول أن انقراضه كان سببه الانسان الحديث. فربما قضت أجدادنا عليهم من خلال الحروب ؟ أو ربما نحن ببساطة تفوقنا عليهم فى الصيد وذلك مع وجود موارد شحيحية فى العصر الجليدى لاوروبا ؟ أو ربما نحن تكاثرنا معهم لمرات عديدة حتى غرقت جيناتهم تدريجيا فى جينات الانسان الحديث ؟ (الإنسان الحديث خارج أفريقيا يحتوى حمضه النووى على نسبه ما بين ١- ٤ ٪ من الإنسان البدائي). على الأرجح مصير البشر البدائيون يكمن في مزيج من كل ما سبق.

انفجار في التعبير الفني :
يبدو أن هناك شيء كان فريدا من نوعه في طريقة تفكير الانسان الحديث والتى تناقضت مع الكائنات شبيهة الإنسان الأخرى: فأينما ذهب الإنسان الحديث ترك خلفة أعمالا فنية . وأقرب مثال على العمل الفني يأتي من بلومبوس كهف في جنوب أفريقيا، يعود تاريخها إلى ما بين 10,000-70,000 سنه مضت. ولكن قبل 40,000 سنة، والإنسان الحديث توسع في جميع أنحاء أوروبا، وآسيا، وأستراليا،ومنذ ذلك الوقت ونحن نرى انفجاراته الفنية في شكل التماثيل البشرية والحيوانية، وحلى الجسم والديكور، ولوحات الكهوف. وواحدة من السمات البارزة لفن الإنسان الحديث في وقت مبكر هو أننا يمكن أن نرى أساليبه الفنية متشابهة على الاطراف الاخرى من العالم مع بعضها البعض. على سبيل المثال المرسام الذى كان على شكل كف اليد ، والذى تشكل بوضع كف اليد على جدران الكهوف ورش الطلاء حول اليد، ويمكن الاطلاع على هذة الاعمال فى كاستيو كهف في إسبانيا، وفي ماروس كهف في إندونيسيا، وفي كويفا دي لوس مانوس في الأرجنتين.

وفي أوروبا، لا يمكننا التأكد ١٠٠٪ من أن كل الاعمال الفنية قام بها الإنسان الحديث لأن البشر البدائيون كانوا يحتلون نفس المنطقة , في الواقع الحلي المزخرفة التي عثر عليها في كهف دورين في فرنسا كانت على الأرجح من صنع البشر البدائيون. (Ref.) وهو ما يعنى انه ربما كان البشر البدائيون فى مرحله تطوير الحس الفنى ، أو قاموا بنسخ ثقافة الانسان الحديث الذى وصل مؤخرا ، أو من خلال التزاوج مع الانسان الحديث، حتى حصلوا على بعض الجينات البشرية للتعبير الفني.

المستوطنات البشرية في الأمريكتين :
خلال العصر الجليدي الأخير، كانت مستويات البحر أقل بكثير مما هى عليه اليوم والأمريكتين كانتا متصلتين بآسيا عبر الجسر البري المعروف بأسم بيرنجيا. وعن طريق استخدام هذا الجسر البري كان من الممكن حرفيا العبور من سيبيريا الى ألاسكا. والدليل المزعوم هوا وجود عظام ماموث قد شكلها الانسان في كهف بلو فش والتى تشير إلى أن أول البشر قد وصل الى ألاسكا في وقت مبكر قبل 28,000 سنة. ولكن خلال أبرد فترات العصر الجليدي تم حجب الطريق من ألاسكا إلى بقية أمريكا والتي سببه تكون نهر جليدي ضخم يعرف باسم الغطاء الجليدي (لورينتدى) . (انظر خريطة ٦ - قبل 20,000 سنة), ومنذ حوالي 16,000 سنة بدأت صفائح الجليد في الانكماش مع ارتفاع درجات الحرارة، وهذا فى النهاية أدى الى ظهور طريقين لهجرة الإنسان لاول مرة الى بقية أمريكا: وهما الطريق الساحلي والطريق الداخلي . (انظر خريطة ٧ - قبل 15,000 سنة). ومما يلفت النظر , البعد الذى وصل اليه البشر داخل الأمريكتين على مدى بضع آلاف السنين. حيث استوطنوا جنوبا حتى وصلوا للطرف الجنوبي لشيلي بين 12,000-13,000 سنه مضت. (انظر خريطة ٨ - قبل 12,000 سنة )

فى الخرائط السابقة سوف تجد موقع بيدرا فيرادا في البرازيل . معظم الأدوات ولوحات الكهوف هنا يعود تأريخها الى ال 10,000 سنه الاخيرة. ولكن بعض الفحم داخل الملاجئ الصخرية يمكن تأريخة من خلال الكربون المشع إلى ما قبل 48,000 سنة (Guidon). وإذا تم إنشاء هذه الفحم من الحرائق التي هي من صنع الإنسان، فإنه سيدفع المستوطنات البشرية فى الأمريكتين إلى الوراء 30,000 سنة. على الرغم من ان بعض علماء الآثار أشارو إلى أن الفحم قد نتج من قبل الحرائق الطبيعية. (Melzer)

تدجين الذرة
تدجين الموز
عبر قرون من اختيار وزراعة المحاصيل الاكبر حجما والاكثر قيمه غذائية
معظم الموارد الغذائية المغذية للبشر تحولت تدريجيا
من الأغذية البرية الى الأطعمة المحلية.
الأعلى: الذرة البرية (يسار) بالمقارنة مع الذرة المحلية (يمين).
أسفل: الموز البرى (يسار) بالمقارنة مع الموز المحلي (يمين).

الثورة الزراعية :
كانت بدايتها قبل حوالي 11,000 سنة مضت ، حيث بدأ الانسان الحديث فى أنتقاء، وتربية، وتهجين النباتات والحيوانات. وحدثت التنميه الزراعية عدة مرات بشكل مستقل، أولا في منطقة الهلال الخصيب في الشرق الأوسط منذ حوالي 11,000 سنة حيث تحولت زراعة الحبوب البرية الى القمح والشعير. بعد ذلك ومنذ 9,000 سنة مضت ، كان يزرع الأرز في الصين، والموز وقصب السكر في مرتفعات غينيا الجديدة. (انظر خريطة ٩ – 10,000 سنة مضت). وعلى مدى آلاف السنيين ، فإن الزراعة بدأت تتشكل في أماكن جديدة وانتشرت في مناطق جديدة متفرقة . وقد تم تنميتها بشكل مستقل في الأمريكتين حيث زراعة الذرة، وزراعة القمح وبالكاد انتشرت من الشرق الأدنى إلى أوروبا. وفي أكثر المناطق القاحلة في شمال أفريقيا، والجزيره العربية، وآسيا الوسطى كان رعى الماشية المستأنسة من أغنام وخيول. (انظر الخريطة ١٠ - منذ 7,000 سنة).

وهكذا حولت البشرية نفسها من مجرد حيوان مفترس الى منتج . والزراعة والرعى هنا لا يعنيان فقط زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، ولكن أيضا اختيار الاكبر، والاقوى والاكثر قيمه غذائية من العينات وتربيتها لهم على مدى قرون عديدة لإنتاج المزيد والأكثر فائدة من النباتات والحيوانات. وفي الواقع غالبية الأطعمة والحيوانات التي يتغذى عليها الانسان اليوم هي مختلفة بشكل ملحوظ عن أسلافها البرية لأنها تم تربيتها من قبل البشر لتعظيم حجمها وقيمتها الغذائية وذلك على مدى فترات طويلة.

تعتبر الثورة الزراعية نقطة تحول كبرى في تاريخ البشرية لعدة أسباب:أولها أنه سمح للبشر بألاستقرار في قرى دائمة، وتكوين مجتمعات أكثر تعقيدا لأنها تتطلب التعاون بين مجموعات كبيره ، وأنها تنتج وفرة من فائض المواد الغذائية والذي أدى الى زياده كبيره فى النمو السكاني وسمح للاشخاص بالتخصص في مهن أخرى بعيدا عن الإنتاج الغذائي، مثل الحرفيين والبنائين، والجنود، والكهنة، وما إلى ذلك. وقد تحولت القرى إلى بلدان ثم إلى مدن , ونمت حتى كونت مجتمعات اول دولة ذات حضارة متقدمة. (انظر الخريطة ١١ - منذ 4,000 سنة)



حقوق نشر جميع الخرائط محفوظة لـموقع AtlasofHumanEvolution.com ما لم ينص على خلاف ذلك